أطلق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، مساء أمس، حملة حزب "يش عتيد" الانتخابية، رغم عدم تحديد موعد رسمي للانتخابات أو حلّ (الكنيست) بعد. وبينما يهاجم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت بشكل غير مباشر، يبدو أن بينيت في مكان آخر تمامًا، يتحرك وفق خطة مختلفة.
ووفق ما نشر موقع "معاريف" اليوم الثلاثاء، فقد تحدث لابيد بلغة حادة في مؤتمر "النضال من أجل الغد"، مؤكدًا أن (إسرائيل) تمرّ بعام مصيري هو "الأكثر حسمًا منذ عام 1948"، على حد تعبيره.
وأطلق سلسلة من الرسائل التي استهدفت جمهور المعارضة، مستخدمًا خطابًا أقرب إلى إعلان "حالة طوارئ سياسية"، محذرًا من "نهاية الصهيونية" إذا ما فاز بنيامين نتنياهو بولاية جديدة.
رغم نبرته العالية، يدرك لابيد أن معركته الأساسية ليست ضد نتنياهو مباشرة، بل ضد منافسيه داخل المعسكر المعارض، لا سيما في ظل بروز اسم نفتالي بينيت مجددًا كلاعب محتمل في الحلبة الانتخابية.
وخلال المؤتمر، قال لابيد: "بنا فقط نضمن ألا تُسرق أصواتكم وتُحوّل إلى نتنياهو"، في إشارة واضحة إلى بينيت، الذي سبق أن واجه انتقادات واسعة عام 2021 بسبب تحالفه مع معسكر اليسار رغم انتخابه بأصوات يمينية.
لكن بينيت، الذي لا ينافس هذه المرة على أصوات اليمين التقليدي، يبدو عازمًا على جذب شريحة "الوسط الليبرالي" ويمين الوسط، من الناخبين الرافضين لاستمرار نتنياهو في الحكم، دون الانخراط في خطاب الاستقطاب الحاد الذي يتبناه لابيد.
وبينما تنشغل أحزاب المعارضة بإعادة ترتيب أوراقها استعدادًا لأي تطورات مفاجئة، يبدو أن التنافس الحقيقي داخلها سيكون أكثر شراسة من مواجهتها مع الليكود ذاته.

